Suivez nous

Portraits

الميدان هو المخبر الحقيقي والمدرسة الفعلية لمن يرغب في عيش جوهر الصحافة

Publié

le

ahmed djouamai أحمد جوامعي

أحمد جوامعي صحفي في مقتبل العمر، من الحقوق إلى الصحافة المكتوبة وصولا إلى الشاشة الصغيرة. نسلط الضوء في هذا اللقاء على تغطية أحمد جوامعي للحرب في سوريا وتجربته كصحفي حرب.

بدايةً، ما هو المسار المهني لأحمد جوامعي ؟

بداياتي المهنية كانت من الصحافة المكتوبة، وتحديداعبرجريدة « البلاد » التي كانت مدرسة و محطة لكبارالصحفيين والأقلام البارزة اليوم في عدد من الصحف و القنوات الوطنية و حتى الأجنبية.

كان شغف العمل الصحفي يراودني منذ الصغر، فبالرغم من أن دراستي الجامعية كانت في كلية الحقوق، إلا أنني اخترت التوجه مباشرة بعد التخرج الى مهنة الصحافة مبتعدا عن تخصصي في مجال القانون.

كانت البداية سنة 2007, حيث تعلمت الكثير واستفدت من خبرات وتجارب زملاء مميزين سبقوني الى عالم الصحافة، كما سمح لي عملي الميداني في التغطيات والتحقيقات والروبورتاجات داخل الجزائر وخارجها بتعلم الكثير واكتساب كم هائل من الخبرات والمهارات على الصعيد المهني والشخصي ايضا.

طبعا استمر عملي من يومها مع الجريدة وراسلت خلال تلك الفترة عدد من المواقع والصحف العربية الى غاية 2012 , أين بدأت خوض تجربة السمعي البصري مع انفتاح المجال وكنت احد المساهمين في إطلاق قناة Dzair tv، التي سبقتها تجربة قصيرة في المجال أين اشتغلت كمراسل للقناة الاولى على التلفزيون السعودي.

لقد كنت مراسل حرب لقناة دزايرنيوز ، هل يمكن أن تقص علينا هذه التجربة؟

قبل أن أكون مراسل حربي في قناة Dzair Tv, سبق لي وان خضت تجربة تغطية مناطق النزاع وانا صحفي بجريدة « البلاد »، حيث كنت ضمن الإعلاميين المشاركين في قافلة « أسطول الحرية » التي كانت محملة ببواخر اغاثة إلى قطاع غزة وتعرضت لعدوان اسرائيلي سنة 2010, اتذكر تفاصيل ذلك الحدث وما تبعه من سجن طالني انا واكثر من 400 شخصية ضمت نشطاء وإعلاميين من مختلف دول العالم، طبعا كانت تجربة فريدة أعطتني الكثير في مساري المهني، تلاها ايضا عمل سلسلة من الروبورتاجات حول الأوضاع الإنسانية بعد العدوان على غزة، وايضا موضوع الأنفاق واستعدادات الفصائل الفلسطينية للتعاطي مع العدوان.

haleb syrie

وكانت هذه التجارب مقدمة لتغطيات اخرى، شملت احداث ما يسمى بثورات الربيع العربي في مصر وتونس سنة 2011 حيث انتقلت الى القاهرة وتونس لغرض متابعة التطورات هناك.

وكانت اخر تجربة لي مع Dzair tv، عبر وثائقي « رحلة في الجرح السوري » الذي قمت فيه بالتنقل الى حلب في أوج فترة الحرب في سوريا سنة 2013، وصورت الأوضاع الإنسانية والمعارك وايضا مخيمات اللجوء في تركيا والأردن .

هل كنت خائفا أثناء تغطيتك الحربية؟

من الطبيعي والفطري ان يعتري اي شخص حالة من الخوف والرعب في مناطق الحروب والقتل، حتى ولو كنت مراسلا صحفيا ، خصوصا وان التقارير الدولية تتحدث بشكل دوري عن سقوط عدد من المراسلين قتلى في مناطق النزاع.

لكن إيمان الشخص بنبل المهمة التي يقوم بها، واقتناعه بأن نقل معاناة البسطاء من الناس من ضحايا هذه الحروب، يمنحه حافزا معنويا لمحاولة تجاوز المخاوف التي لا تنفك تفارق اي مراسل حربي مهما كانت خبرته طويلة.

ما الذي ترك فيك إنطباعا قويا في 12 سنة صحافة

هناك أمور كثيرة تركت إنطباعا قويا لدي على مدار تجاربي في تغطية مناطق التوتر والنزاع، طبعا « أسطول الحرية » الذي سجل وقوع 9 قتلى وأكثر من 60 جريحا، كان له وقع كبير علي، بالإضافة الى مشاهد الدمار والضحايا التي صورتها في حلب او تتبع مآسي الهجرة السورية الى أوروبا، جعلتني كصحفي اغوص في العمق الإنساني للأحداث التي اعتدنا سماعها بشكل يومي في التلفزيونات، دون ان يكون لها كبير اثر لدى المتلقي.

وانت تخالط الضحايا وتعيش يومياتهم ومآسيهم ومعاناتهم يجعلك تنظر الى الوقائع بشكل اكثر وعيا وأكثر عمقا.

ربما الشيء الاخر الذي رسم بصمته على ذاكرتي ووجداني خلال هذه التجارب، كان الإحساس الذي يعتريني حينما اتذكر انني كنت جزءا او شاهدا على أحداث سيسجلها التاريخ في دفاتره على انها كانت محطات فارقة في التاريخ العربي المعاصر.. صدقا هذا الأمر يشعرني برهبة ومسؤولية الشيء الذي أقوم به.

كيف توصل المعلومة دون الترويج للإرهابيين؟

في الحقيقة هذا سؤال مهم ومعقد في نفس الوقت، أن تنقل المعلومة دون الوقوع في فخ الترويج للتنظيمات الإرهابية، كما حدث مع عدد كبير من الفضائيات العربية الوازنة في الفترة الماضية، هي مهمة ليست بالسهلة، لكن في نفس الوقت اعتقد أن تجرُّد الصحفي والوسيلة التي يشتغل لحسابها في الانحياز لهموم الناس ونقل معاناتهم بعيدا عن اي اصطفاف او خلفية ايديولوجية او سياسية تُبلور صياغته للخبر هو الذي قد يُعفي اي صحفي من الوقوع في فخ الدعاية.

ومع هذا يبقى الامر صعبا في ظل حالة الالتباس وتضارب المفاهيم حول مصطلح « الإرهاب »، فمثلا تسجيلي مقابلات مع فصائل فلسطينية مقاومة، قد يُحسب على أنه دعاية للإرهاب بحسب بعض الدول التي تصنف تلك الفصائل ضمن خانة الإرهاب .

والأمر نفسه في سوريا، انا تعمدت تفادي التصوير مع فصائل ارهابية بحسب التصنيف العالمي، وصورت شهادات مع قادة الجيش الحر المعارض، ومع هذا قد يرى البعض ذلك ترويجا للإرهاب ، اذا فالأمر جدا ملتبس ومعقد حتى بالنسبة للإعلام الغربي المتمرس والمتحرر مهنيا.

من كان يسهر على أمنكم في الميدان

طبعا في الغالب التوجه إلى تغطية نقاط التوتر، هو عمل خطير يستوجب تدابير خاصة، لكن السلامة الشخصية للمصور وطاقمه تكون دائما على عاتقه الشخصي ولا يستطيع اي كان ان يضمن لك ذلك، و مع هذا فقد كنت عادة اتخذ إجراءات احترازية لتوفير اكبر قدر ممكن من الحماية لضمان سلامتي الشخصية وسلامة مرافقي.

هل كنت حرا في التحدث مع جميع الأطراف؟

بشكل عام ومن خلال تجربتي، استطعت استجواب قطاع واسع من الأشخاص المشمولين بالتغطية او الفيلم الوثائقي، لكن هذا لاينفي وجود بعض الأطراف والجهات التي تتحفظ عن التصريح او التصوير، تماما كما حدث مع الجهات الرسمية في سوريا التي لم تتفاعل مع طلباتنا بتصوير وجهة نظرها في الأحداث التي تعيشها سوريا.

والأمر يحدث حتى على مستوى الأفراد، وهنا اذكر قصة في هذا السياق، خلال تصويري وثائقي حول تتبع رحلة اللاجئين السوريين من تركيا إلى ألمانيا، صادفت اعتراض بعض اللاجئين على أخذ تصريح منهم بمجرد علمهم ان القناة جزائرية، بحجة ان الحكومة الجزائرية داعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، هذا كان احد المواقف الغريبة التي صادفتني.

ما هي مشاريع أحمد بعد دزاير نيوز ؟

طبعا اغتنم الفرصة عبر منبركم الكريم، لتوجيه التحية والشكر مجددا لكل المسؤولين والزملاء الذين تشرفت بالعمل معهم في قناتي Dzair news و Dzair tv ، مغادرتي القناة جاءت بعد فترة تفكير وتروي ودراسة الخيارات المتاحة، شخصيا أسعى لتطوير قدراتي ومهاراتي وحتى وضعي وهذا دافعي نحو البحث عن وجهة جديدة .

ما هي نصائحك لطلبة الصحافة ؟

نصيحتي لطلبة الصحافة ، بالرغم من انني لازلت أتعلم مثلهم فزادي في هذا المجال لم يتجاوز 12 سنة، ثلاث امور.

الاول: الصحافة هي ثقافة وعلم وفكر وقدرة على التحليل، فرجاء طالعوا واقرأو ولا تقعوا في فخ الاستسهال والتمييع، والتركيز على الشكل دون المضمون.

الثاني: الصحفي الحقيقي، ليس فقط من يظهر امام الكامرات، الميدان هو المخبر الحقيقي والمدرسة الفعلية لمن يرغب في عيش جوهر الصحافة.

الثالث: الإيمان بأن الاعلام رسالة ومسؤولية ، قبل ان يكون وسيلة للشهرة أو البزنسة او حتى الابتزاز !!

هذا كل ما يمكن ان انصح به نفسي وزملائي الإعلاميين

Publicité
Cliquez pour commenter

Laisser un message

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *