Suivez nous

Lettre de Paris

النجم التلفزيوني السابق مدني عامر : غادرت وطني منكسرا وحزينا بسبب انسداد الابواب بعد مقابلة وزيرين

Publié

le

مدني عامر

كان مدني عامر واحدا من الوجوه التلفزيونية التي سكنت ذاكرة الجزائريين في الثمانينيات دون استئذان، وبقيت محفورة في قلوب وعقول ملايين المشاهدين الذين كانوا يستمتعون بمهنية رفقاء دربه الكثر رغم خطاب الزمن السياسي الخشبي،   وهم الرفقاء الذين يصنعون اليوم مجد قنوات تلفزيونية عربية وعلى رأسها قناة الجزيرة المكروهة سياسيا والأقوى مهنيا والشغالة باستمرار في مكاتب ومنازل أعدائها وانصارها على السواء.

إنه النجم السابق مدني عامر الذي عاد إلى وطنه في الأعوام الأخيرة ليغادره مجددا بعد فشله في العمل وفق معايير مهنية خالصة.

في ركن « حوار إكسبرس » …يتحدث الزميل مدني عامرعن تجربته الأولى السعيدة وعن الثانية الحزينة في وطنه الجزائر وعن سياق عودته إلى الخارج مكسور الجناحين ليعانق مجددا معايير الإعلام المهني الشامل.

متى وكيف بدأت رحلتك المهنية وما الذي قادك إلى التلفزيون وليس إلى وسيلة إعلامية اخرى ؟

أما عن سؤال زمن التحاقي بعالم التلفزيون فقد كان ذلك قبل 37 عاما …

وأما عن ظروف الالتحاق فقد كان فيها الكثير من الصدفة … كون تخصصي الدراسي الأكاديمي كان بعيدا عن ذاك العالم رغم حالات تقاطع وتداخل بل واقتراب أحيانا بين عالمي الصحافة والقانون الدولي الذي كنت قد تخصصت فيه أكاديميا ولذلك لم يكن واردا التفكير في أي مؤسسة إعلامية أخرى كوني كنت على طريق الالتحاق بسلك الملحقين الدبلوماسيين بوزارة الخارجية …

وعليه فقد كان التلفزيون حينها وبالنسبة لي الخيار الإعلامي الأول والأخير …

اصبح مدني عامر نجما تلفزيونيا مع زملاء آخرين غادروا الوطن في وقت لاحق. ما الذي تحتفظ به من فترة عملك في التلفزيون بوجه عام وبشيىء بقي محفورا في قلبك وعقلك بوجه خاص ولماذا ؟

أما عن النجومية وما الذي يظل محفورا في الذاكرة عن تلك الفترة، فإنني أعتبر أن تلك التجربة جمعت بين كل عناصر الخصوصية والاختلاف والتميز بدءا من الفريق الذي كان متجانسا …متحديا …جريئا … مبادرا و اقتحاميا، والى سعيه الدائم الى فتح ساحات جديدة للعمل على مختلف الجبهات …

سعي لاقتطاع مساحات للتحرك وبذل جهدا للإقناع بالنموذج المقدم الذي كنا نحرص على أن نضمنه عناصر الاختلاف والتجديد وفق معالجات مبتكرة وحديثة …

واما عن الأعمال التي احتفظ بها … فكل الأعمال كانت مساحات للتجمل (بالعمل) فالنشرة مثلا كانت موعدا نسعى لأن نجمع فيه بين ثنائية الاخبار والابهار ونعمل على ذلك طول النهار …

وأما البرامج فقد رفع فيها السقف وفي وقت مبكر الى ساحات اللعب وباختيار (مع الكبار) ونجح الاختبار بحيازة أكثر من سبق مع شخصيات كان يعتبر الوصول اليها بمقاييس (اليوم) ضربا من المستحيل كلقاءات مانديلا وبيريز ديكويلار وميشال عون وبطرس غالي وغيرهم …

كما مثل تحقيق « على أثار بومدين » محطة فارقة في تجربتي في التلفزيون الجزائري سواء في القالب الذي صب فيه او بما استطاع أن يكشفه من جوانب في شخصية الراحل هواري بومدين أو الشهادات التي جمعها حوله والتي كان من بينها شهادة (كورت فالدهايم) الأمين العام للأمم المتحدة الذي كان على زمن بومدين

لماذا يتحدث معظم الزملاء عن زمنك بشكل إيجابي شبه مطلق رغم أن الإعلام كان موجها بصيغة ارذوكسية رسمية ولا نبالغ حينما ننفي كل مظهر صحي في اعلام اليوم رغم بروز طاقات شابة لافتة ؟

في التلفزيون لا يذكر الشخص بقدر ما تذكر الأعمال …ولذلك أعتقد أن ما ظل يذكره الناس عن تلك الحقبة هي الأعمال ، وان اقترنت الأسماء بالأعمال فان المرجعية واحدة …هي ما ظل في الناس منا ومن الأعمال …

عشت ومازلت تعيش تجربة إعلامية كبيرة في الخارج بين بريطانيا والخليج .كيف تحدثني عنها بايجابياتها و سلبياتها ؟

تجربة العمل في الخارج تقوم على ضوابط ومعايير المهنية والمنافسة التي تقتضي التطوير الدائم وتجديد ورفع المهارات الذاتية بشكل مستمر بما يمكن من اقتطاع الموقع والدور والحضور على الساحة كل يوم …بل وفي كل ساعة …

وهو أمر ليس باليسير كونه يخضع الى معايير الفهم والاختيار والتقدير والقرار المناسب في الوقت المناسب

عدت إلى الوطن وخضت تجربة في قناة كا بي سي ثم عدت إلى الخليج منكسرا معنويا كما اعتقد. ماذا حدث ؟ وهل كنت تنوي البقاء لو تجاوب معك المسؤولون أم عدت لأسباب شخصية ؟

أولا دخولي الى الجزائر كان على أساس بعث مشروع قناة إخبارية احترافية يتشكل الفريق الذي قرر اطلاقها من مهنيين ومحترفين كبار …كان من بينهم مراد شبين ..مسعود بن الربيع …كمال علواني …عبد الكريم سكار …لخضر بريش عبد القادر جريدي ومجموعة من الشباب من داخل الوطن جرى الاتصال بهم والتنسيق معهم ليكونوا جزءا من المشروع … ولكن اطلاق المشروع كان مشروطا بالحصول على موافقة ( عقد ) انشاء وفق القانون الجزائري …وقد قابلت في سعيي ذاك وزيرين جزائريين ولكن شرطهم كان ان ننطلق بصفة ( مكتب مراسل أجنبي ) كما هو حال القنوات التي سبق لها التشكل قبلنا …ولكننا رفضنا ذلك وبقينا ننتظر الافراج عن قانون السمعي البصري الجديد …ورغم صدوره في فبراير 2014 الا انه لم يعمل به الى اليوم بمبرر عدم صدور المراسيم التنفيذية …

وأما عن تجربة الخبر فقد كانت تحمل الكثير من مقومات النجاح كون عناصر الفرق التي عملت بها قد حازت على تأطير وتكوين جيدين من طرف خبراء أجانب …  ولكن الأمر لم يطل بي شخصيا مع المؤسسة لأكثر من 100 يوم …وغادرت للتفرغ لإطلاق معهد دولي للاستشارات والتدريب الإعلامي ولكن الأمر جابه نفس المشاكل التي واجهت اطلاق القناة …وأمام انسداد كل الأبواب …حملت عصا الترحل من جديد وغادرت مكسورا وحزينا كما قلت في سؤالك … لأن احلامنا البسيطة والمتواضعة كانت أمام أعيننا تشنق …على عتبة أول باب يطرق …!!!

حاوره بوعلام رمضاني

Publicité
Cliquez pour commenter

Laisser un message

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *